الإثنين الأدبي يستضيف الصحفي هشام حذيفة حول كتابه “Dos de femme. Dos de mulet ” بفضاء الخبز الحافي بطنجة

في إطار برنامج الإثنين الأدبي، نظمت جمعية ثقافات المتوسط ومكتبة الفاصلة بطنجة لقاء أدبيا مع الكاتب الصحفي هشام حذيفة حول كتابه “ظهر المرأة، ظهر البهيمة” وذلك مساء الإثنين 11 يناير 2016 بفضاء الخبر الحافي.
وقد أدار الجلسة ذ. رشيد خالص الذي أثرى اللقاء بأسئلة وتعليقات في غاية الأهمية ساهمت في خلق ألفة وحميمية بين الكاتب والجمهور الحاضر والمكون من مجموعة من المثقفين والمهتمين.
وخلال تدخله أكد الكاتب هشام حذيفة أن كتابه عبارة عن تحقيق ميداني (ربورطاج) حول مجموعة من المواقع والفضاءات التي تتعرض فيها المرأة المغربية الى الإستعباد والحط من الكرامة، كاستخراج المعدن بطريقة بدائية في منجم ميبلادن بمنطقة ميدلت من طرف نساء فقيرات معدمات، أو العمل في ضيعات ومعامل تصبير البرتقال في منطقة بركان أو قلعة السراغنة، أوالنساء العاملات في دول الخليج، أو عاملات الحانات بالدار البيضاء …الخ.
واعتبر حذيفة أن مدونة الأسرة فشلت في حماية المرأة المغربية من الإستعباد والإسترقاق في مغرب 2014 و2015 تاريخ إنجاز الربورتطاج الميداني، ما دام أن هذه المشاهد المسكوت عنها مستمرة وهناك تواطؤ للسلطات في تكريسها، فمثلا الدولة تعرف أن مناجم ميبلادن مغلقة رسميا منذ سنوات عديدة ولكنها تغض الطرف عن استغلال النساء في استخراج الرصاص وما لذلك من انعكاسات سلبية على صحتهن الجسدية والنفسية.
واعتبر الكاتب حذيفة أن التحقيقات الميدانية التي تضمنها كتاب “Dos de femme. Dos de mulet ” هي جنس أدبي قائم الذات كما هو الأمر في أمريكا وأوربا. وهي محاولة للاقتراب من المواطنين لحكاية قصصهم من خلال العودة الى الميدان في مناطق جبال الأطلس والشرق والدار البيضاء وغيرها من مناطق المغرب العميق. وأشاد حذيفة بدور المجتمع المدني الذي ساهم، في مساعدة المهمشين والفقراء في مختلف المداشر والدواوير المنسية.
واستغرب حذيفة كيف للمسؤولين ببلادنا ألا يخجلوا من وضع النساء والأطفال في المغرب غير النافع، معبرا عن رفضه لهذا المغرب الذي لا يحترم مواطنيه في مناطق متعددة خصوصا النساء والأطفال.
وفي هذا الصدد، انتقد حذيفة السياسة الجنائية بالمغرب التي تحول المرأة ضحية الإغتصاب الى “فاسدة” تستحق العقاب إذا ما تقدمت بشكاية ضد مغتصبها. وحذر من التغييرات المزمع إدخالها على القانون الجنائي التي تكرس الوضع المهين للمرأة المغربية وتكرس النظرة الأخلاقية لهذا القانون الحساس الذي لا يتحدث عنه أحد للأسف.
وروى بعض تفاصيل آلام النساء في إملشيل وميدلت وبركان وتوقف عند التجربة المؤلمة لعمليات الاستعباد التي تتعرض لها النساء المشتغلات في الحانات بمدينة الدار البيضاء التي تستقطب مجموعة من ضحايا الاغتصاب والعنف والإقصاء الإجتماعيين. ويهاجرن بأطفالهن الى الدار البيضاء قصد البحث عن لقمة العيش، معتبرا أن الوقوف الميداني على وضعية العاملات في الحانات والملاهي الليلية (Barmetes) بالدار البيضاء اللائي يتم استغلالهن لجلب الزبناء، أكدت له قناعة مفادها أن كل ما يروج من كليشهات حول تقدم المغرب ما هي إلا مظاهر تخفي الحقيقة المؤلمة لنساء لا يفصل بينهن وبين الدعارة إلا خيط رفيع، فقط لأن الدار البيضاء هي المدينة الوحيدة، الى جانب طنجة، التي يمكن لهؤلاء الضحايا العيش والسكن فيها دونما حاجة الى الكشف عن هويتهن.
وخلال المناقشة تدخل عدد من المثقفين الحاضرين الذين أثروا النقاش من خلال أسئلة وتعليقات أثنت على فكرة الكتاب التي عرت واقعا مؤلما لازالت المرأة المغربية تعاني من براثينه لحد الآن. واعتبرت بعض المداخلات أن النضال من أجل المساواة بين النساء والرجال في الإرث وفي غيره وتحقيق العدالة الإجتماعية داخل المجتمع تحتاج الى إعادة نظر عميقة في مجموعة من التقاليد والعادات التي لها صلة بالتراث الثقافي والديني الذي يكرس ذكورية المجتمع ويشرعن ثقافة إهانة المرأة والحط من كرامتها. ودعا ذ. رشيد خالص الى ضرورة ترجمة هذا الكتاب الى العربية أو الدارجة. مشيرا الى أن دار النشر Virgule Editions ستعمل على نشر كتاب حول ظاهرة الأمهات العازبات في المستقبل القريب.
وفي ختام اللقاء الأدبي المتميز شكر ذ. أحمد عبو الحاضرين باسم الجهة المنظمة مشددا على أهمية اللقاء في إشاعة ثقافة حداثية ديمقراطية تتطلع الى بناء مجتمع حر وعادل.
يشار الى أن كتاب “ظهر المرأة ظهر البهيمة” صادر عن منشورات En Toutes lettres التي أصدرت بالإضافة الى الكتاب المذكور Le metier d’intellectuel الفائز بجائزة Grand Atlas لسنة 2015 .