إطلاق “مؤسسة اللعبي من أجل الثقافة” في الذكرى الخمسين لصدور مجلة “أنفاس”

Anfas

يوسف كرماح

  استعاد مثقفون مغاربة من جيل الرواد، في احتفالية بالذكرى الخمسين لتأسيس مجلة “أنفاس” (مارس 1966 – يناير 1972)،  على هامش افتتاح الدورة 22 من المعرض الدولي للكتاب والنشر بالدار البيضاء مساء أمس الجمعة 12 فبراير 2016، محطات ومسارات حاسمة من تجربة هذه المجلة التي شكلت نقلة نوعية وعلامة فارقة في تاريخ الثقافة والأدب والفكر غداة استقلال المغرب.

  وفي شهادات ممهورة بالكثير من الحنين إلى هذه التجربة والاعتزاز بما قدمته من إضافات مهمة للفكر والفن المغربيين وما عانته من مضايقات وممارسات قمعية انتهت بمنعها من الصدور، أجمع كل من عبد اللطيف اللعبي، والطاهر بن جلون، ومصطفى النيسابوري، ومحمد المليحي، وهم من المؤسسين البارزين لـ”أنفاس”، على ثراء هذه التجربة باعتبارها لحظة مؤسسة لقيم الحداثة والعقلانية في تاريخ الفكر المغربي، وفضاء كان له قصب السبق في مد الجسور ونسج خيوط الانسجام والتكامل بين مختلف أجناس التعبير وانفتاحها على المشترك الانساني الذي ينهل من قيم الحداثة والحق في الاختلاف والدفاع عن حقوق الانسان.

  وفي تصريحات متفرقة لـ”فاصل ثقافي” أكد كل من عبد اللطيف اللعبي، والطاهر بن جلون، ومصطفى النيسابوري، ومحمد المليحي على الدور الطلائعي الذي لعبته “أنفاس” بكل جرأة ونضج كبيرين، في زمن مغرب الرصاص، على مستوى تجديد وتأهيل الفعل الثقافي والأدبي والفني والفكر عموما، ضمن مشروع ثقافي مواطن توخى المساهمة في تحقيق تغيير جذري في بنيات المجتمع التقليدية، وهو مشروع نجح في استقطاب جيل بأكمله من كبار الفنانين والسينمائيين والباحثين.

   وأكد عبد اللطيف اللعبي أن استكمال المشروع الثقافي لمجلة “أنفاس” سيتم مستقبلا من خلال عدة أنشطة، من ضمنها إعادة طبع أعداد المجلة كاملة وملاحقها في حلتها الأصلية، كما كانت في الستينيات والسبعينيات، بالإضافة إلى تنظيم لقاءات دولية حول تجربة المجلة، ومعارض للفن التشكيلي لأعمال كافة الفنانين الذين شاركوا في مجلة أنفاس، فضلا عن تنظيم لقاءات تجمع بين كل من خاضوا تجربة المجلة أو ساهموا فيها، مما سيساهم في “نقل الإرث الثقافي إلى الأجيال القادمة، ونشر الأفكار التي آمن بها المؤسسون وساهموا في تطويرها منذ الستينيات، والتي كانت رهاناتها الأساس تتجلى في محو الاستعمار من العقول، وإعادة بناء الهوية الوطنية، وربط ثقافتنا بقاطرة الحداثة ، ودعم نقاش الأفكار والحوار بين الثقافات والحضارات، والدفاع عن حرية التعبير والرأي…”

  هذه الإحتفالية المخلدة للذكرى الخمسين لصدور مجلة “أنفاس” شكلت أيضا مناسبة للإعلان الرسمي عن “مؤسسة اللعبي من أجل الثقافة” التي تهدف إلى الدفاع عن حرية الفكر والإبداع، ومساندة الحق في التربية والتكوين والثقافة للجميع، فضلا عن تأهيل ودعم النقاش الفكري وحوار الثقافات والحضارات، والمساهمة في المجهودات المبذولة لحفظ الذاكرة الثقافية المغربية ماضيا وحاضرا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *