مؤسسة ” أرشيف المغرب” تستعيد حياة الراحل الكنفاوي في معرض تكريمي بالرباط
تحت شعار “فن والتزام” يحتضن رواق مؤسّسة ” أرشيف المغرب” يوم 31 مارس الجاري بالرباط، معرضا عن محطات متنوعة من حياة المسرحي الراحل عبد الصمد الكنفاوي (1928/1976).
وعلى هامش افتتاح هذا المعرض سيقدم طلبة السنة الثالثة في المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، تحت إشراف الفنانة لطيفة أحرار عرضا مسرحيا تحت عنوان “الكنفاوي، فوريفر” مع معزوفات على العود يؤديها العازف ناصر هواري. كما سيعرف هذا الحفل التكريمي لروح الفنان الكنفاوي شهادات عن مساره الفني وعن مواقف مختلفة من حياته بشكل عام، يقدمها أشخاص عايشوه عن كثب، خاصة زوجته دانييل الكنفاوي.
عبد الصمد الكنفاوي من مواليد سنة 1928 بالعرائش، عاش طفولته بحي القصبة التي تعرف فيه على التراث والفنون الشعبية، ومختلف الطقوس الاحتفالية التي كان يشهدها هذا الحي والأحياء المجاورة له، وهو ما سيفسر إقباله خلال مراحل النضج على استعادة ما خزنته ذاكرته من صور ومشاهد وتعابير أعاد توظيفها في العديد من أعماله المسرحية وكتاباته في ما بعد. انتقل إلى الرباط لمتابعة تعليمه بثانوية “مولاي يوسف”، التي حصل منها على شهادة الباكالوريوس في القانون سنة 1951. استفاد من تداريب في المسرح بمركز “المعمورة” بداية الخمسينات، وكانت تتم تحت إشراف الفرنسيين “نوران” و”لوكا” اللذان انتبها إلى موهبة الكنفاوي وتعلقه الخاص بالمسرح.
أسس أول فرقة مغربية محترفة مثلت المغرب سنة 1956 في مهرجان “الأمم” بباريس وحصلت على الرتبة الثانية عن طريق مسرحية “الشطابة”.وخلال الفترة نفسها التحق عبد الصمد الكنفاوي، بالسلك الديبلوماسي مسؤولا في قنصلية المغرب في بوردو، وبعدها بسنتين ملحقا ثقافيا في سفارة المغرب بالعاصمة الفرنسية، إضافة إلى مهام ديبلوماسية أخرى بستراسبورغ وموسكو. وسع دائرة اهتماماته الثقافية لتشمل مجالات أخرى منها انكبابه على جمع الأمثال الشعبية وإعداد الكلمات المتقاطعة التي كان يتفنن في إنجازها ونظم الشعر، فضلا عن التأليف المسرحي والترجمة والاقتباس من المسرحيات العالمية، بشكل فردي أو ضمن محترفات جماعية رفقة العديد من رفاقه منهم أندري فوازان والطاهر واعزيز وأحمد الطيب العلج. انخرط في صفوف العمل النقابي، حيث أشرف على مدارس التكوين النقابي التابعة للاتحاد المغربي للشغل، كما شغل منصب المستشار التقني لوفد العمال بالمنظمة الدولية بين سنتي 62 و70، فضلا عن تمثيله للاتحاد المغربي للشغل بكل من الفيتنام والصين وكوبا والاتحاد السوفياتي وتشيكوسلوفاكيا، وكذا لدى اتحاد النقابات العالمي. وشغل الكنفاوي بداية السبعينات منصب مفتش وزارة الشغل والشؤون الاجتماعية والشباب، كما عين أمينا عاما للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي إلى حين وفاته يوم 31 مارس 1976.