في أجواء شاعرية وحميمة، تفاعل الحضور الغفير مع صوت الشباب الصداح من بحبوحة السوق الداخل بالمدينة القديمة/ طنجة، حيث تسكع الحضور في أرجاء حومة منيدر والقصبة ومرشان مع “شرف الروح ” و “جحور وأوكار” و”بائع الشمع” للروائي الشاب محمد العربي مشطاط الذي يجوب بالقارئ في فضاء المدينة القديمة ويقرب المشاهد والأحداث بعدسة مركزة ودقيقة في ربورطاج سمعي بصري، ومع القاص الواعد يوسف شبعة الحضري من خلال باكورته القصصية المستوحاة من شخوص وأماكن وأحداث حية من السوق الداخل، تستثمر الذاكرة وترثي الأحباب والأصحاب وتحن للأب الحنون والطيب العصي على النسيان. بمشاركة كل من الدكتور والمؤرخ رشيد عفيفي، والأستاذ الباحث عثمان بنشقرون.
الكتابة عند الثنائي المحتفى بهما تتسم بمجموعة من السمات؛ ولعل أبرز سمة مميزة، تعنى بالفضاء الطنجاوي وتشخيصه من خلال اللهجة والمكان ، وكدا معالجة الثنائيات الضدية من ميز وتباين فكري واجتماعي. الانتصار للإنسان المقهور في العمل الإبداعي. حضور البعد الساخر من الوضع السياسي والاجتماعي . فتح جسور التواصل مع المتلقي من خلال ما يسمى بالسمعي البصري الذي يلتقط جزئيات الأشياء. الجرأة في الكتابة . استثمار الذاكرة في محكيات سردية مهمة،وهذا ما دفع بالحضور إلى الإسهاب في مناقشة جوانب التماهي بين المتخيل والواقعي في الأعمال الحديثة وخصوصا لدى الشباب.
وتجدر الإشارة في هذا اللقاء إلى أن الحضور الذي حج من المدينة القديمة بطنجة ومن مدن مختلفة تفاعل مع الأمسية بإغناء اللقاء بمجموعة من المداخلات والاستفسارات والتوجيهات، التي أضفت على الأمسية أبهة وانفتاحا، ساند صوت الشباب وشد أزره بالدعم المعنوي لما تعانيه الساحة الثقافية من عجز وشح وركود في زمن آخر ما يفكر فيه الثقافة. كما أكد الحضور على أهمية تشجيع المبدع الشاب بعد تلاشي جيل الرواد، وقدم الساسة والمسؤولين الحاضرين وعودا بدعم الثقافة في الإطار الأنشطة التي تسوق لمدينة طنجة. وكان ختام هذا اللقاء مسك بتوقيع المحتفى بهما لمنجزهما الذي نفد في غمرة جلسة شاي.