يتناول الروائي الجزائري الصدّيق حاج أحمد في روايته الجديدة “كاماراد.. رفيق الحيف والضياع”، الصادرة حديثا عن دار “فضاءات” الأردنية، واحدا من مواضيع الساعة وهو “الهجرة السرية”، غير أنه اختار زاويته الخاصة في التناول، عندما انطلق من عمق مجتمع دولة النيجر، حيث منابع الظاهرة.
ويبدو من الصعب للقارئ غير العارف بالكاتب أن يدرك أنه جزائري انطلاقا من المتن، لأن الجزائر لم تكن إلا أرض عبور إلى الفردوس الأوروبي مرورا بالمغرب قبل الخيبة التي أعادت البطل مامادو ورفاقه إلى نقطة البداية.
إنها المغامرة السردية الثانية للجزائري الصدّيق حاج أحمد بعد “مملكة الزيوان” التي صدرت قبل نحو سنتين، ولئن تناول النص الأول شأنا غارقا في محلية الجنوب الجزائري (منطقة أدرار)، فإن النص الثاني جاء “عابرا” للبلدان والثقافات، انطلاقا من تيمة الهجرة السرية التي تناولتها أقلام كثيرة.
عن هذا الاختيار يقول الكاتب “يرجع اختياري تيمة الهجرة غير الشرعية للأفارقة إلى كون منطقة أدرار تعد أرض عبور واستقرار للأفارقة، فقد سنحت لي فرصة التقرّب من هامش عوالمهم وما يعانونه من بؤس وشقاء ومعاناة، مما حفّزني على كتابة هذه الرواية”.