شكل كتاب ” موجز الفصيح في الدارج اليومي” الصادر مؤخرا في جزأين للشاعر والاعلامي شكري البكري محور لقاء أدبي نظمته مكتبة الفاصلة بشراكة مع جمعية ثقافات المتوسط مساء أمس الإثنين بفضاء مطعم “عند الخبز الحافي” بطنجة.
عن ملابسات ميلاد هذا المنجز المعجمي، الذي ساهم في تقديمه ومناقشته الأستاذ الباحث في علم النفس الاجتماعي مصطفى الشكدالي، أوضح شكري البكري، في تصريح لــ”فاصل ثقافي” أن كتاب ” موجز الفصيح في الدارج اليومي” هو في الأصل برنامج إذاعي كان يبث على أمواج إذاعة البحر الأبيض المتوسط بين 2011 و2013، وهو محاولة لسبر أغوار الأصول الفصيحة في الدارجة المغربية، ليس من منطلق اعتقاد مسبق أن الدارجة لها أصول في اللغة العربية الفصيحة، بل لاعتبار أن الفصحى تشكل فقط رافدا من روافد الدارجة المغربية، مما يعني أن البحث في هذا المجال يبقى مفتوحا ومتاحا للباحثين للكشف عن أصول لغوية أخرى.
وبخصوص المصادر المعتمدة في تأليف الكتاب أفاد شكري أنه اعتمد على مجهوده الخاص في ظل غياب المراجع ذات الصلة بالموضوع مع استثناء كتاب محمد الحلوي “معجم الفصحى في العامية المغربية”، الذي نفذت جميع طبعاته، ومعاجم اللغة العربية الخمسة . وخلص شكري إلى أن عمله المذكور هو مادة خام تنتظر الباحثين من ذوي الاختصاص حتى يضفوا عليه طابعا أكاديميا علميا.
من جهته قال الأستاذ الباحث في علم النفس الاجتماعي، مصطفى الشكدالي، أن كتاب شكري البكري يشكل مادة خام جديرة بالبحث والتمحيص من قبل الباحثين في اللسانيات والسوسيولوجيا والأنتروبولوجيا بهدف استجلاء مختلف الأبعاد المرتبطة بالدارجة المغربية بالنظر إلى كون اللغة كائن حي يعكس نوعا من إدراك المجتمع على المستوى السيكوسوسيولوجي، فلولا اللغة- يقول الشكدالي- لما كانت هناك علاقات إجتماعية ، وبالتالي فإن فهم الكتاب في سياقه الموضوعي لا يمكن أن يستقيم دون استحضار هذه الأبعاد التي تجعل من اللغة ظاهرة مجتمعية حاملة لقيم عديدة ومتعددة.