باحثون ينتقدون تقصير السينما الأوروبية إزاء “مآسي المتوسط”
انتقد كتاب وباحثون متوسطيون بشدة، تقصير السينما الأوروبية، بالخصوص، في تناول المآسي التي يعرفها حوض البحر الأبيض المتوسط.
ودعا هؤلاء الباحثون في ندوة في موضوع “عندما تحكي السينما مآسي المتوسط” تم تنظيمها، على هامش الدورة 22 لمهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، (26 مارس – 2 أبريل) اليوم (الأربعاء) إلى إيلاء مزيد من الاهتمام للقضايا المتوسطية في السينما.
وفي هذا الصدد، قال الكاتب والأديب المغربي محمد الأشعري إن الهجرة بصدد خلق جغرافيات جديدة، تنتشر على أرضها كتل بشرية منذورة للموت، متحدثا عن “إفلاس أخلاقي” لأوروبا التي لا تتورع عن الحديث عن تدبير الهجرة وتوزيع المهاجرين، وعن “إفلاس ثقافي“.
ودعا الباحث والصحفي الإسباني خوان خوصي تيليز، من جانبه، إلى ما يسميه “جدار برلين المائي” الذي يفصل بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، واستخدام السينما في “تشييد فضاء عيش مشترك“.
اما المخرجة الإسبانية باز بينار فتحدثت عن تجربتها الشخصية حيث تسعى في أفلامها إلى كسر الأحكام المسبقة من خلال إسناد البطولة إلى النساء، مشيرة إلى أنها أندلسية الأصل ما يجعلها تفهم معنى أن يكون المرء مهاجرا قبل أن تصير بلادها بلاد استقبال.
وشدد الناقد الفرنسي لوران دوري على القصور، المقصود غالبا، في معالجة مآسي المتوسط، وتركيز بعض السينمائيين الأوروبيين خصوصا على مغامرة الهجرة السرية في حد ذاتها وتداعياتها مغفلين التركيز على أسبابها ودواعيها لفرض نوع من القدرية في ذهن المتلقي.
وبالمناسبة، قدم لوران دوري كتابا بعنوان “سلطة هوليود” لصاحبه الأمريكي ماتيو ألفورد، الذي تمت ترجمته إلى اللغة الفرنسية وسيصدر في مستهل سنة 2017، بمقدمة للناقد الفرنسي، معربا عن الأمل أن تتم ترجمته إلى اللغة العربية وغيرها لكونه يفضح الأيادي الخفية وراء تحريف الإنتاجات السينمائية في العالم.
أما الكاتب والباحث الفرنسي جان ميشيل فرودون، صاحب كتب “فن السينما” و”ما الذي تفعله السينما” و”النقد السينمائي”، فاستخلص أن السينمائيين المتوسطيين “يديرون ظهرهم للبحر” إلى حد أن أفضل الأفلام التي صورت حول المتوسط من إنجاز سينمائيين من خارج المنطقة.