الأوجه المتعددة للمخرج الفرنسي أندري تيشيني في ندوة تكريمية بتطوان
أبرز نقاد سينمائيون، أمس الخميس، بعض “الأوجه المتعددة” للمخرج الفرنسي أندري تيشيني، خلال حفل تكريمي له على هامش الدورة 22 لمهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط (26 مارس- 2 أبريل).
وأوضح المتدخلون أن سينما تيشيني، المزداد سنة 1943، تغوص في دواخل النفس البشرية والعلاقات الأسرية ومظاهر الواقع الاجتماعي (الجنون، المنفى…)، وتتناول بالخصوص مواضيع كانت تعد إلى عقود قريبة من الطابوهات من قبيل المؤامرات السياسية التي تحركها المطامع الانتخابية.
وأجمع المتدخلون أن تيشيني مثقف كبير، يقوم بتكييف الحوارات مع الممثلين، قادر على “هندسة المشاعر”، ويحاول من خلال الصور مقاربة أفكار معينة، بواسطة حركات الكاميرا وحضور تقنية المرآة، محاولا بذلك اختراق حميمية شخوصه ودواخلهم.
وأبرزوا أن من مميزات أسلوبه الفني الواقعية المشوبة بشحنة من العاطفية الجياشة، مشيرين إلى أنه تأثر، على الخصوص، بأسلوب المخرج الدانماركي كارل تيودور دراير (الروحانية…)، مع حضور مهم للفضاء بأضوائه وظلاله ومشاهده الطبيعية، والصمت المحيل على القلق الوجودي.
وأضافوا أن أسلوب، تيشيني، الذي خاض تجربة النقد السينمائي في سن العشرين بنشر مقالات في مجلة “دفاتر السينما”، يتميز أيضا باختيار حكايات من الواقع اليومي (انعدام التواصل، اضطراب العلاقات، عنف الأهواء…).
يذكر أن أندري تيشيني شارك لأول مرة سنة 1979 في المسابقة الرسمية لمهرجان (كان) بفيلمه الطويل “الأخوات برونتي”، وحاز جائزة سيزار لأحسن فيلم عن عمله “قصب بري”.
أما فيلمه “الرجل الذي يحظى بحب مفرط”، الذي تم عرضه خارج المسابقة الرسمية لمهرجان (كان)، فقد صوره سنة 2014 بمدينة طنجة، وجمع فيه بين قمتين فنيتين هما كاترين دونوف وديبارديو.
ويعبر الفيلم “عن نوع من الانتقال الجغرافي والزمني والشخصي والسينمائي، وفيه يختار المخرج لحكاية فيلمه سياقا اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا تحكمه العولمة وإخفاقاتها، وفيه أيضا يعبر عن رفضه القاطع لكل أشكال التزمت ورفض الاختلاف”، حسب تعبير أحد النقاد السينمائيين.
ومن أفلام أندري تيشيني الأخرى “رحيل باولين” (1969)، و”ذكريات من فرنسا” (1974)، و”باروكو” (1976)، و”أليس ومارتان” (1980)، و”فندق الأمريكيتين” (1981)، و”الأزمنة التي تتغير” (2004).