بحضور وازن لعدد من الباحثين والمبدعين والنقاد والمهتمين زوال يوم الأربعاء 23 أبريل 2016 بالقاعة الوسائطية بالرباط، احتفت مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية، بالمبدع والناقد الدكتور عبد الخالق عمراوي، حيث جرى تقديم كتابه النقدي “وميض الحكي” في جلسة نقدية نشّطها الأستاذ اسماعيل البويحياوي، وبسط فيها القول بورقتين نقديتين كل من الأستاذ الباحث بوشعيب العسري بورقة موسومة ب”عن فائض اناقة النقد في كتاب وميض الحكي”، والدكتور إدريس الخضراوي بمداخلة تحت عنوان “مرجعيات القراءة وآليات التأويل في وميض الحكي”.
وقد وقفت مداخلة الأستاذ بوشعيب العسري على أهم السمات التي تطبع المقاربات النقدية للدكتور عبد الخالق عمراوي، والتي تنأى عن النقد المجاملاتي الصحفي، أو ما يسمى ب”الإخوانيات”، لتعيد الاعتبار للنقد، خروجا به عن أسوار الأكاديمية “الباردة” ، ورُقِيًّا به- في نفس الآن- عن النقد التقديمي ذي الطابع الاستعجالي والانطباعي، والذي يكرس السطحية ويشجع على الرداءة الإبداعية، فالنقد عند عبد الخالق عمراوي يجب أن يقوم بدوره في نخل التجارب و”افتحاصها” فنيا حرصا على الإبداع ومنعا للجراءة الرديئة عليه، كما يجب أن ينصت إلى النص الإبداعي وينطلق من عشقه دون أن يمنعه ذلك من إعمال العدة المنهجية الملائمة والخبرة الفنية والتحليلية لمعالجته وسبر أغواره، ثم قدم الأستاذ بوشعيب العسري قراءة في عنوان الكتاب باعتباره عتبة أساسية لاستيعاب أبعاد الكتاب ومضامينه، مشيرا إلى البعد الحواري فيه، قبل أن يتطرق لمجمل الخلفيات الفلسفية والنقدية التي أطرت مقاربات الدكتور عبد الخالق عمراوي لنصوص مجموعة من خيرة كتبة القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا.
وفي ورقته “مرجعيات القراءة وآليات التأويل في وميض الحكي”، تقدم الدكتور إدريس الخضراوي بطرح ينزاح نحو نقد النقد، ويدخل أساسا في إطار الدراسات الثقافية، حيث انطلق من مقاربات الناقد الهندي هومي بابا والفلسطيني إدوارد سعيد، ليصوغ أهم ملامح الإطار النظري الثقافي التي حكم مقاربات الدكتور عبد الخالق عمراوي النقدية، خالصا إلى أنها مقاربات واعية بسياقها الثقافي وأبعادها الجمالية، بارتكازها على حساسية تفاعلية عميقة بالنصوص، تؤطرها رؤية نظرية واسعة الأفق، ومتعددة المصادر والخلفيات، وهو ما يجعلها مقاربات متميزة علميا وجماليا.
ويُذكر أن الدكتور عبد الخالق عمراوي شاعر وناقد وقاص من مدينة سلا، أستاذ ملحق بالبعثة الفرنسية بثانوية ديكارت بالرباط، وأستاذ متعاقد بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، يدرس سلك الماستر بها، صدر له:
- “صمت الحملان، دار جذور للنشر، مجموعة قصصية، 2007.
- أصداف تحجب الحجر، ديوان شعر، مطبعة الأمنية، الرباط، 2016.
- وميض الحكي، دار التوحيدي، نقد، 2016.
عبد القادر الدحمني/الرباط.