ربعي المدهون أول فلسطيني يفوز بجائزة البوكر عن روايته “مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة”

22

توجت رواية “مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة” للفلسطيني ربعي المدهون مساء يوم الثلاثاء 26 أبريل 2016  بالجائزة العالمية للرواية العربية “بوكر” 2016 في دورتها التاسعة، والتي قيمتها 50 ألف دولار أمريكي إضافة إلى ترجمة العمل للغة الإنجليزية، وذلك خلال الحفل الذي أقيم في مدينة أبو ظبي، حيث كشفت رئيسة لجنة التحكيم “أمنية ذيبان” عن اسم الفائز بجائزة هذه الدورة التي رجحت ربعي المدهون، أول فلسطيني يفوز بالجائزة التي سبق وأن وصل لقائمتها القصيرة في العام 2010، واستطاع هذه السنة إقناع لجنة تحكيم الجائزة التي تشكلت برئاسة الكاتبة والناقدة الإماراتية أمينة ذيبان وعضوية كل من الصحفي والشاعر المصري سيد محمود والأكاديمي المغربي محمد مشبال والناقد اللبناني عبده وازن والمترجم منير مويتش من البوسنة.  

    والأديب ربعي المدهون، كاتب فلسطيني ولد في مدينة المجدل عسقلان، في جنوب فلسطين عام 1945، هاجرت عائلته خلال النكبة عام 1948 إلى خان يونس في قطاع غزة، تلقّى تعليمه الجامعي في القاهرة والإسكندرية، ثم أُبعد من مصر سنة 1970 قبل التخرج بسبب نشاطه السياسي، يقيم في لندن حيث يعمل محررا لجريدة الشرق الأوسط، وله ثلاث روايات إضافة إلى دراسات ومجموعة قصصية. 

masaer

    وبخصوص رواية “مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة” فقد كانت بين ست روايات عربية بلغت القائمة القصيرة للجائزة، ضمت إلى جانبها “نوميديا” للمغربي طارق بكاري، و“عطارد” للمصري محمد ربيع، و“مديح لنساء العائلة” للفلسطيني محمود شقير، و“سماء قريبة من بيتنا” للسورية شهلا العجيلي، و“حارس الموتى” للبناني جورج يرق.

   وتجدر الإشارة إلى أن رواية “مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة” تقع في أربعة أقسام يمثل كل منها إحدى حركات الكونشرتو، وحين يصل النص إلى الحركة الرابعة والأخيرة تبدأ الحكايات الأربع في التوالف والتكامل حول أسئلة النكبة والهولوكوست وحق العودة. رواية تصور تحولات المسألة الفلسطينية وتثير أسئلة الهوية وتستند إلى رؤية إنسانية للصراع، كما أكدت الناقدة الإماراتية أمينة ذيبان في حفل إعلان الجائزة.  

    فالرواية تبدأ بحكاية إيفانا الفلسطينية الأرمنية، التي أحبت في صباها طبيباً بريطانياً في زمن الانتداب على فلسطين، فأنجبت منه بنتاً سمّياها جولي، وهربا بها إلى لندن عشية نكبة عام 1948. بعد سنوات طويلة، وقبل وفاتها توصي إيفانا ابنتها أن تحرق جثتها وتنثر نصف رمادها فوق نهر التايمز، وتعيد نصفه الآخر إلى موطنها الأصلي: عكا القديمة. تقول: “خذوا بعضي وكل روحي إلى عكا … خذوا ما تبقى مني وشيعوني حيث ولدت، مثلما ستشيعني لندن حيث أموت. يا أصدقائي وأحبتي، يوماً ما، لا أظنه بعيداً، سأموت. أريد أن أدفن هنا وأن أدفن هنا”.

3910625736

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *