رحيل المنظر الرسمي لــ”الرواية الجديدة”

groupe TQ 1968_1000
جان ريكاردو أقصى يمين الصورة مع أعضاء تيار “الرواية الجديدة” في مكتب دار النشر “لوسوي

باريس- عبد الإلاه الصالحي

رحل الكاتب والناقد الفرنسي جان ريكاردو في مدينة كان جنوب شرق فرنسا عن 84 عاماً، حسبما أعلن ناشره مارك أفيلو مدير دار النشر “المطابع الجديدة”.

اشتهر ريكاردو بكونه المنظر الرسمي لتيار “الرواية الجديدة”، الذي أسس له الروائي ألان روب غرييه برفقة كلود سيمون وناتالي ساروت وآخرون. وكان ريكاردو التقى غرييه لأول مرة في باريس عام 1958 وأثمرت صداقتهما عن ولع مشترك بكتابة روائية جديدة تتحدى القواعد التقليدية للرواية الحديثة. وكانت “الرواية الجديدة” آنذاك مجرد سمات أسلوبية مشتركة بين عدة روائيين شبان ينشرون في دار النشر “مينوي” التي احتضنت نصوصهم منذ مستهل خمسينيات القرن الماضي.

أخذ ريكاردو على عاتقه منذ البداية “رئاسة أركان النظرية” لهذا التيار التجديدي واستنباط آلياته، وبالتالي نحت مفهوم الرواية الجديدة والتأسيس لقواعدها النظرية المتمثلة في الأساس بتهميش الحبكة والشخصيات ومنح دور أكبر للسارد.

قام ريكاردو بذلك بداية عبر سلسلة منتظمة من الدراسات والمقالات نشرها في مجلة “تيل كيل” الثقافية التي أسسها عام 1960 الروائيان فيليب سوليرز وجان إدير هالييه وكانت مختبراً للتيارات المجددة في الأدب الفرنسي.

سينضم ريكاردو إلى هيئة تحرير المجلة عام 1961 وبقي فيها إلى حدود عام 1971. ولاحقاً بلور نظرية الرواية الجديدة في عدة كتب نقدية تميزت بالدقة والصرامة منها “إشكاليات الرواية الجديدة” (1967) و”من أجل نظرية للرواية الجديدة” (1971) و”إشكالات جديدة للرواية” (1978).

تناول ريكاردو بالدراسة والتحليل أعمال مؤسسي “الرواية الجديدة” ألان روب غرييه وكلود سيمون في عملين أساسيين” كلود سيمون: تحليل ونظرية” (1964) و”ألان روب غرييه: تحليل ونظرية” (1978).

وإلى جانب اشتغالاته النظرية، أصدر ريكاردو أيضاً عدة نصوص روائية؛ من بينها: “فتح قسطنطينة” الصادرة عن دار “مينوي” عام 1965 والفائزة بـ “جائزة فينيون للرواية” في العام نفسه. ولربما ستبقى جملته الشهيرة التي وصف بها مغامرة الرواية الجديدة طويلاً في الأذهان: “لم يعد السرد كتابةَ مغامرةٍ بل مغامرةً في الكتابة”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *