“علبة الأسماء”.. سيرة شعرية أندلسية

علبة الأسماء

“علبة الأسماء”، الصادرة عن المركز الثقافي العربي (2014) والمؤلفة من 448 صفحة، تروي زمناً أندلسياً مهدّداً بالانقراض، يعيش فيه آخر الموريسكيين في قصبة الرباط (الوداية) المسورة، وآخر سلالتهم العجوز شميرات، التي تحمل إرثهم وتحافظ على ثقافتهم، وتسكن إلى جانب حفيدها عماد في بيتها الأندلسي الذي يصبح فيما بعد مطمعاً لأصحاب الأموال الأجانب. بيدرو المغني الأندلسي الذي يصون غرناطة بغنائه المنفرد. ثُريّا، العنقود الأخير من عائلة بركاش الأندلسية التي هجرت حبها كي تتزوج من البريطاني ريتشارد، لتجد نفسها في السجن متهمة بقتل طفلها مصطفى الذي تبع النوارس محلقاً. أما الشاب مالك، فيسجن على خلفية مقال صحافي، ويلتقي هناك بثُريا التي يبدأ بالتواصل معها خلف الأسوار مستخدمين علبة الثقاب.
تؤرّخ الرواية بنبرة شعرية لشريحة من العائلات الموريسكية في الرباط التي كانت مستقلة في تفاعلها مع جارتها سلا وهو أمر مقصود، يشير إلى سمة شبكة علاقات السلطة وزبائنها في فترة ما سميت بالتقويم الهيكلي في فترة الثمانييات.
“علبة الأسماء” جسدت معاناة الإنسان المغربي، تحديداً بعد أحداث سنة 1984 التي بدأت بمدن الشمال والتي قوبلت بالاعتقالات والتعذيب والقتل والنفي، وأجهضت محاولاته في الحصول على حريته وكيانه السياسي بعد مرحلة التقويم الهيكلي 1985 التي فرضت قطع النفقات وتقليل الأجور، ولكنها سنة نادى فيها خطاب ملكي إلى جمع التبرعات لبناء مسجد الحسن الثاني (أبرز معلمة سياحية في الدار البيضاء)، وقد اختزلها الكاتب في العلبة اللولوبية، روايته، لعب فيها على حبل التوازن بين حياته السياسية وحياته الثقافية.

 

الأشعري

محمد الأشعري شاعر و سياسي مغربي، اشتغل بالصحافة، وحصل على جائزة البوكر العربية. تولى حقيبة الثقافة في حكومة الوزراء عبد الرحمن اليوسفي وحكومة خلفه إدريس جطو.
المولد والنشأة
ولد محمد الأشعري عام 1951، في زرهون .
الدراسة والتكوين
تلقى دراسته الابتدائية في زرهون، وأكمل دراسته الثانوية في مدينة مكناس، وانتقل إلى الرباط للدراسة في كلية الحقوق وتخرج منها عام 1975.
الوظائف والمسؤوليات
تولى رئاسة اتحاد كتاب المغرب عام 1989، وبقي على رأسه لثلاث ولايات متتالية.
عينه الملك الحسن الثاني وزيرا للثقافة في حكومة “التناوب” بقيادة عبد الرحمن اليوسفي في مارس، وجدد الملك محمد السادس تعيينه -في تعديل للحكومة المذكورة- في وزارة الثقافة، وأضيفت له حقيبة الاتصال (وزير الثقافة والاتصال)، ثم عينه وزيرا للثقافة في حكومة إدريس جطو عام 2012.
اشتغل صحفيا في جريدة “الاتحاد الاشتراكي” ومديرا لمكتبها في الرباط، واشتهر بعمود “عين العقل” في الصفحة الأولى، كما أدار مجلة “آفاق”.
التجربة السياسية
ناضل محمد الأشعري في صفوف حزب الاتحاد الاشتراكي، وتدرّج فيه حتى نال عضوية المكتب السياسي، وتعرض للاعتقال عام 1981.
وبعد انتخاب إدريس لشكر كاتبا أول (أمينا عاما) لحزب الاتحاد الاشتراكي أواخر عام 2012، صرَّح الأشعري بأنه “غسل يديه على الاتحاد الاشتراكي” وأن الحزب انتهى ولم يعد موجودا، ولا يمكنه أخلاقيا وسياسيا الاستمرار فيه، محملا الأمين العام السابق عبد الواحد الراضي مسؤولية الأزمة التي عرفها الحزب.
صرّح الأشعري أن مشاركته في حكومة إدريس جطو كان خطأ، ولم يكن يملك “القرار ليعارض أن يصبح وزيرا، والشجاعة الكافية حتى يرفض وزارة الثقافة”.
المؤلفات
دخل عالم النشر عام 1967 بنصه القصصي “في انتظار موت الأب” في جريدة “العلم”، وأصدر دواوين شعرية منها “صهيل الخيل الجريحة” عام 1978، و”يومية النار والسفر” عام 1983، و”سرير لعزلة السنبلة” عام 1998.
وألف مجموعة قصصية بعنوان “يوم صعب” عام 1990، ورواية “جنوب الروح” عام 1996، ورواية “القوس والفراشة” التي تقاسمت مع رواية “طوق الحمام” (للسعودية رجاء عالم) جائزة البوكر العربية للرواية لعام 2011.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *