يأتي إحداث هذا الفضاء الإعلامي الثقافي استجابة لرغبة جامحة في توسيع مدى وأفق انخراطنا- كمجموعة من الفاعلين – في المجال الثقافي والفكري، وإتاحة فرص أكبر للتواصل والتبادل والتشارك مع جميع الفاعلين المؤمنين بجدوى الثقافة والفكر، كوسيلة وكهدف، من أجل بناء مجتمع تسوده قيم الحرية والحداثة والتنوير.
هذه المبادرة، تأتي أيضا في ظل سياق ثقافي عام يتميز بتراجع وخفوت الأصوات المدافعة عن قيم حرية التعبير والابداع مقابل هجوم شرس للنزوعات المتزمتة والتكفيرية الساعية إلى فرض الوصاية على الافراد والجماعات وتنصيب محاكم التفتيش واغتيال العقل والاستفراد بالفضاء العام.
نريد أن يشكل “فاصل ثقافي” قيمة إضافية للمشهد الإعلامي الوطني، وليس رقما إضافيا.
نريد لهذا المنبر أن يكون واحة ثقافية وارفة الضلال، تسع جميع المدافعين عن مبدأ الحرية وقيمة الحق في الاختلاف.
إننا، في “فاصل ثقافي” نعتقد جازمين أن الدفاع عن قضايا حرية الفكر والإبداع والحق في الاختلاف وإشاعة قيمة العقل، بعيدا عن الضجيج الإعلامي والنوايا المبيتة لبعض السياسيين، هو الأساس المتين لإكساب المجتمع المناعة اللازمة ضد الإنغلاق والتزمت والانسياق وراء المقامرين والمغامرين بأمن ومستقبل الشعوب كما هو الحال بالعديد من البلدان العربية.
بوصلتنا الإعلامية مشدودة إلى قيم التنوير والتقدم والديمقراطية، فمرحبا بكل من يشاطروننا هذه القيم لنبحر جميعا نحو مرفإ الإبداع والتفكير الحر.